Wednesday, June 30, 2010

فراغ أسود

فراغ أسود


وراء الغيم الأسود

فراغ أسود

وشمس حارقة

تريدنا وقوداً

لكي تنير كل شيء

إلا عالمنا هذا

صوت النار

دافئ على أجسادنا

وهي تذوب

هذا نحن

قضمة من ظلام

هذا نحن

انكسارات فوق انكسارات

ما طعم مطر الغيم الاسود؟

دماء أو دموع

أم اكسير للجنون؟

هذا نحن

أحجية من إله

لا يتقن لغات البشر

من إله

لا يذكر طفولته

بين الصراخ

كل شيء حولنا

يعشقه الضباب

يضمه إلى مصيره

في مجهول

وراء الغيم الأسود

وراء الفراغ الأسود

يغفو على عرشه

ناسياً أنه

آن الأوان

لكي تكون مشيئة الظلام

لن يفيق

سقوط الورق

لا يوقظ الشجر

ورهبة الصباح

لا تثير كل البشر

صوتهم من حولي

يفوق قدرتي على الصراخ

ليصمت الإله

ليصمت صوت الشخير

الناس نيام أيضاً

الناس نمل من سواد

يمشون على صراط مستقيم

على ظهورهم

قطع من الأحجية

لكي يصمت

أي إله

وقف يناجي السماء

وقف يناجي السماء


وقف يناجي السماء

لكي تمطر

وكان يمشي

نصفه في الحائط

ونصفه الآخر

في التراب

قرب مقبرة

لم تعره أي اهتمام

لون السماء أحمر

كوجه امرأة

لا تصل إلى النشوة

بعد ساعات

من جماع الغيوم

ليل كغيره

ينسكب على أطراف القبور

ويغلق نوافذ الهروب


كانت تراقبه

يداه تستجديان المياه

ورأسه منحن

كي لا يبلل عينيه

من عرق السماء


كم من مرة

أبقت النافذة

نصف مغلقة

كي لا يلتفت إليها

ويغير النهار ولا يراها

وينسى المطر


كانت على الشرفة

تطل على ماضيها الجميل

نصفها ذكريات

عن أحلام لا تزال

تغفو في عينيها

ونصفها الآخر مسمر

في أرض صلبة

لا شتاء فيها

ولامطر

...جسدها تفترشه

تفسّخات السنين

كصحراء لا ترتوي

من نار أو صقيع

صلاته مدنسة بحليب السماء

بقمر يترنح بينهما

وهو في حالة خشوع

تحت المطر

وهي

تنفض عن جسدها

طفلة تريد الخروج

العتمة تزداد

قد تكون جفونهم

تسقط على بعضها

وقد يكون

اللون الأحمر

يختم طمث الجنون

من النافذة تراقب انصهار القبور

ونصفه الآخر

في التراب

هذا خوف من الصمت

من الموت

كصنم يناجي فراغاً

النافذة تضيق

وهو لا يزال

يمشي قرب إله

لا يعيره أي اهتمام

نصفه نارونصفه

هي

لذة تأكلها السنن...

Thursday, June 17, 2010

الهائم


الهائم


اعطني مما لديك

قليلاً من أي شيء

أنا الهائم أمام عينيك

ترى كل ما حولي

كأنني انعدام المكان

كأنك لا ترى

أي كآئن لا يشبه مرآتك

ولا ينطق بلغة أمثالك

أريد عيناً بعين

لكي تشرب من بؤبئي

غضب الزمان

سأشاركك الهواء

رغماً عن الرصيف

الذي يفصل بيننا

سأنهش اللآمبالاة السخيفة

التي تبعدني بومأة من يديك

أنا روح الشوارع

التي تغص بالفراغ

وأنت لا تملك إلاّ صوتي

يقودك خارج النفس المطمئنة

البارحة لم تأت

واليوم ستمر

وغداً قد لا تعود

هذه تفاصيل

لآخذ مما لديك

تمعن فيَّ جيداً

سآخذ مما لديك

أكثر من أي شيء

فأنا غرور الطريق

وأنت خط ضوء

ينطفئ بعد أول مفرق

يقودك الى الحياة

تمعن فيَّ جيداً

قبل أن تمضي

قبل أن أمضي

سخرية هذا الشارع

أنك

قليل من أي شيء

إننا معاً

قليل من كل شيء

سأبحث عنك إلههم


سأبحث عنك إلههم


سأبحث عنك إلههم

لأحدثك عن جنوني

لا أفهم شيئاً مما تقول

ولا تفهم شيئاً مما أرى


ها أنذا

أحمل موتي قرباناً للحياة

فلقد مللت قراءة النوافذ على الجدران


أنا ذاك الطير الذي يهوي

وجناحاه نسيا فن الخفقان


أرى التراب يقترب من وجهي

ولا شيء غير خوفي

يحفر فراغ النسيان


لك دورة الشمس

لك قصص الهواء

لك بسمتي عندما سأستلقي في أضلع الارض

لك صرختي في نشوة ما عرفت من نساء

ولي سجود الليل في أزقة الأحزان

ولي الرحيل

كل الرحيل

ولي مطر العيون بعد كل انهزام

ولي نكاح صامت

كاعدام ملاك عند المغيب


سأبحث عنك إلههم

لأحدثك عن جنوني

عمّا أراه في عينيك

وكيف أدفن جافاّ دون ثيابي

لكي أكتب في وعائي الأخير

قصائد القبور

Saturday, June 12, 2010

ثقب أسود

ثقب أسود


اعرف ان قلوبنا أشبه بوطاويط عمياء
تدور في كهف حالك
واعرف جيدا
انني أنا من ينحر بسمة الغرام الاخير
واعرف اكثر
حاجتنا لجرعة من نحن
من معاً
من غد ننتظر فيه شروق جسدك على صدري
لكنني متعب اكثر من شجرة نخيل ساجدة
تبحث عن ظل تختبىء تحته

مثقل بجلجلة من هموم
تأكل أعصابي الصدئة من كثرة الدموع

احبك نعم
واعرف انني ارجم كوبيدون بجمرات من كلام
واقتلع جانحيه
احرقه وانثر رماده في عينتي
اطفئ كل ما يمكن ان أراه
في داخلي الان ثقب اسود يتمدد
تفصلني ساعات قليلة
قبل ان تذوب آخر فتافيت قلبي